السبت، 20 فبراير 2010

تدمير السياحة المصرية

مرشد سياحى صاحب فوج سياحى فى الأقصر، و كان يدعى على أجدادنا المصريين أنهم كانوا كفرة.. ظلمة.. عبدة أوثان! يعتقد البعض أن الحضارة المصرية حضارة موت وليست حضارة حياة.. بينما يحدثنا جيمس هنرى برستد فى كتابه «فجر الضمير».. أن أول أناس كرهوا الموت، وعظموا الحياة.. هم المصريون القدماء، ويضيف قائلاً: هذا الاحتجاج الملحَّ بل الحماسى ضد الموت.. ضد الظلمة والسكون.. إنما هو أعظم ثورة قام بها الإنسان..! بل لم يذكر الموت فى متون الأهرام وهى حوالى ألف صفحة.. إلا بالنفى أو الموت للأعداء.. إنها حضارة حياة «برستد ٨٧». كما يعتقد البعض أن مبادئ الأخلاق لم تكن معروفة فى مصر القديمة..! ونظرة سريعة على ما تركه لنا بتاح حتب.. الوزير الأول للملك بيبى «إسيسى» ٢٧٠٠ ق. م أى منذ خمسة آلاف سنة يقول: أقمت العدل للملك حتى القبر «بلغ من العمر ١١٠ سنوات»، إن ثروة المرء العظيمة هى عقله، احترام رئيسك حتى وإن كان أصله وضيعاً.. فالثمرة لا تأتى عفوا.. وقد وصل إلى هذه المكانة بجهده!إذا دخلت بيتا.. احذر النساء، فلن تجنى من معرفتهن غير الموت!كن مبتسما مادمت حيا.. استمتع بحياتك.. رقص وموسيقى وغناء، رياضة وصيد، فالثراء لا قيمة له إذا كان صاحبه نفيساً!إذا كنت حاكماً.. إياك أن تقاطع الشاكى حتى يقول كل ما عنده.. لقد أتى بك الإله فى هذا المنصب حتى تنشر العدالة!يعتقد البعض أن الفرعون «ساكن البيت العالى برعا» كان إلها.. وهذا خطأ، لأن المصريين كانوا يلتمسون من الإله قبوله لأنه لم يفعل خطيئة فى حياته، وأنه أقام العدل بين الناس «برستد ١٤١».أخبرنى أحد الأصدقاء.. أن هناك مقبرة فى بنى حسن المنيا.. تؤكد أن أولاد يعقوب جاءوا إلى مصر لشراء القمح، وهذا يؤكد ما جاء فى التوراة! قلت له: إن مقبرة خنوم حتب أى أن خنوم راض ومسرور، بها هذه الجدارية التى تتحدث عنها.. وهذه المقبرة من الأسرة ١٢، ١٨٨٨ ق. م فى حكم سنوسرت الثانى، وهذه الجدارية بها ٣٤ آسيوياً «عامو»، وشيخهم يدعى أبشا، وحميرهم تحمل كحلا! والحقيقة.. أن هؤلاء القوم سومريون، عرفنا هذا من ملابسهم وآلاتهم الموسيقية، وأن شيخهم أبشا وليس يعقوب، وأنهم يبيعون كحلا، ولا يشترون قمحا، ويكتب سليم حسن فى موسوعته جزء ٣ صفحة ٢٧٠ أن هؤلاء القوم ليسوا جماعة يعقوب، والاعتقاد بأنهم أولاد يعقوب إنما هو محض هراء!وأخيراً كيف كان الأجداد عباد أوثان.. وهم أول من عرفنا بأن هناك حياة بعد هذه الحياة، وأن هناك ثواباً وعقاباً.. والثواب جنة، والعقاب نار! وأن الإله خلق الإنسان من الطين! فلو دخلت غرفة الماميزى فى معبد الأقصر.. ستجد الإله خنوم جالسا إلى عجلة الفخرانى.. يصنع بيديه أمنحوتب الثالث.. والد إخناتون! ولو ذهبت إلى الباب الوهمى فى البر الغربى.. وسألت عن اللوحة المكتوب عليها: المجد لله فى السماء، وعلى الأرض السلام والرخاء، والتبرئة فى العالم الآخر.. سيقولون لك إنها فى متحف اللوفر فى باريس!وفى متون الأهرام: أنا الإله واحد أحد، موجد نفسى بنفسى، ليس لى كفوا أحد. وفى معبد أوناس يصعد الحصان المجنح «سفرت» أو الكوراب بروح أوناس «ونيس» إلى النجوم، أصبحت الكوراب هى الكاروبيم، ثم بعد ذلك أصبحت البراق!وفى الدير البحرى.. نرى قصة الحمل الإلهى للملكة «حات شيسس» أو حتشبسوت! أى المقدمة بين الأشراف، نجد آمون «أمين فى كل الديانات الآن» وهو ينفخ فى أنف الملكة الأم، وقرب أنفها مفتاح الحياة! يقول خالد محمد خالد: الأديان لم تأت بجديد.. بل جاءت بختم إلهى يعتمد على ما وصل إليه الإنسان خلال مسيرته الحضارية، وكفاحه الطويل.